نصائح لمرضى النقرس في عيد الأضحى
يُعد النقرس من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأشخاص الذين يعانون منها، خاصةً في فترات الاحتفالات مثل عيد الأضحى، حيث تتنوع الأطعمة وتكثر اللحوم، ما قد يتسبب في تفاقم الأعراض بشكل سريع. النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي يحدث بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، ما يؤدي إلى حدوث نوبات مؤلمة من التورم والاحمرار. وعليه، يتطلب التعامل مع النقرس انتباهاً خاصاً للأنظمة الغذائية وأسلوب الحياة لضمان عدم تفاقم الحالة.
في عيد الأضحى، الذي يعتبر فرصة كبيرة للاستمتاع باللحوم الحمراء خاصةً، يصبح من الضروري لمرضى النقرس توخي الحذر واتباع نصائح طبية وغذائية للمحافظة على صحتهم والتمتع بالعيد بشكل آمن. في هذا المقال، نقدم لك مجموعة من النصائح المهمة لمرضى النقرس في عيد الأضحى.
1. التقليل من تناول اللحوم الحمراء
يُعد تناول اللحوم الحمراء من أبرز المسببات لارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، الأمر الذي يزيد من خطر نوبات النقرس. في عيد الأضحى، حيث يكون اللحوم من الأطباق الرئيسية في معظم الوجبات، يجب على مرضى النقرس أن يتجنبوا الإفراط في تناول اللحوم الحمراء. إذا كان لا بد من تناول اللحوم، ينبغي اختيار اللحوم الخالية من الدهون مثل اللحم العجل أو الدواجن وتجنب اللحوم الدسمة مثل لحم الضأن أو الكبش.
من الأفضل أيضاً تقليل حجم الحصة المأخوذة من اللحم في الوجبة، مع التركيز على تناول الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف التي يمكن أن تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.
2. شرب كميات كبيرة من الماء
من العوامل المهمة التي تساعد في تقليل تأثير النقرس هي شرب كميات وفيرة من الماء. يساعد الماء في طرد حمض اليوريك من الجسم عن طريق البول، مما يقلل من احتمالية تراكم البلورات في المفاصل. يُنصح بأن يتناول مرضى النقرس ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء يومياً، خاصة في الأيام التي قد تحتوي على تناول لحوم أكثر من المعتاد.
خلال عيد الأضحى، يمكن إضافة الليمون أو الأعشاب الطبيعية إلى الماء مثل النعناع أو البقدونس للحصول على فوائد إضافية ودعم عملية الهضم بشكل صحي.
3. تجنب المشروبات السكرية والكحول
المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، تحتوي على نسب عالية من الفركتوز الذي يُعتبر من المسببات الأساسية لزيادة مستويات حمض اليوريك في الدم. كذلك، يجب على مرضى النقرس تجنب تناول المشروبات الكحولية، خاصةً البيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك وزيادة احتمالية حدوث نوبات النقرس.
على الرغم من أن العيد يعد مناسبة اجتماعية حيث تُشجع عادةً تناول المشروبات، إلا أنه من المهم لمرضى النقرس الامتناع عن تناول المشروبات المحلاة والمشروبات الكحولية للحفاظ على صحتهم.
4. الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبيورين
الأطعمة الغنية بالبيورين، مثل اللحوم والأحشاء (الكبدة والكلى) وبعض أنواع السمك مثل السردين والتونة، يمكن أن تسهم في زيادة مستويات حمض اليوريك في الجسم. يعتبر البيورين من المواد التي يتحللها الجسم إلى حمض اليوريك. لذلك، يجب على مرضى النقرس تقليل أو تجنب تناول هذه الأطعمة، خاصة في الأعياد.
بدلاً من ذلك، يمكن تناول البروتينات النباتية مثل الفاصوليا والعدس، التي تحتوي على كميات أقل من البيورين.
5. اختيار الأطعمة الغنية بالألياف
الأطعمة الغنية بالألياف تساعد في تحسين عملية الهضم وتعمل على تقليل امتصاص حمض اليوريك في الجسم. لذلك، يجب على مرضى النقرس التركيز على تناول الخضروات والفواكه الطازجة، مثل التفاح، الكيوي، الفراولة، والخضروات الورقية مثل السبانخ والكالي. كما يُفضل تناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح الكامل.
هذه الأطعمة لا تحتوي على مستويات عالية من البيورين وبالتالي فهي مثالية للتمتع بها خلال عيد الأضحى دون القلق من تفاقم الأعراض.
6. ممارسة النشاط البدني بشكل معتدل
على الرغم من أن الأعياد قد تكون فرصة للاستراحة، إلا أن النشاط البدني المعتدل يعتبر جزءاً مهماً من إدارة مرض النقرس. يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين الدورة الدموية والحفاظ على وزن الجسم الصحي، وهو عامل رئيسي في التحكم في مستويات حمض اليوريك.
تجنب الجلوس لفترات طويلة بعد تناول الوجبات الثقيلة، خاصة في العيد، يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بنوبة النقرس. يُنصح بالقيام بنشاطات خفيفة مثل المشي أو ممارسة اليوغا للحفاظ على النشاط دون إجهاد الجسم.
7. التوازن في تناول الطعام
إن التوازن هو المفتاح لتجنب تفاقم حالة النقرس. يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتوازنة طوال اليوم بدلاً من تناول وجبات كبيرة ودسمة قد تزيد من احتمالية زيادة مستويات حمض اليوريك. ينبغي أن تتضمن الوجبات المختلفة مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين C، الذي ثبت أنه يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الجسم.
من الأطعمة الغنية بفيتامين C يمكن تناول الفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون، أو حتى الفراولة والتوت. كما يمكن تضمين المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين C بعد استشارة الطبيب.
8. استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار غذائي
في حال كنت مريضاً بالنقرس وتخطط لتغيير نظامك الغذائي خلال عيد الأضحى، من الأفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية. قد يكون لديهم توصيات خاصة بناءً على حالتك الصحية الفردية. قد يوصي الطبيب بتعديلات معينة أو بتناول بعض الأدوية التي قد تساعد في الحفاظ على مستويات حمض اليوريك تحت السيطرة.
9. الراحة والنوم الجيد
يُعتبر النوم الجيد والراحة جزءاً أساسياً من الحفاظ على صحة المفاصل ومنع أي تفاقم لحالة النقرس. يجب على مرضى النقرس تجنب السهر والحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم لضمان الراحة الجسدية والعقلية. إن السهر لفترات طويلة قد يزيد من التوتر الذي يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الجسم بشكل عام.
10. المتابعة مع الطبيب في حالة حدوث نوبات
إذا كنت تعاني من نوبة حادة من النقرس، يجب عليك طلب المساعدة الطبية فوراً. في حالة حدوث تورم شديد أو ألم مفصلي في المفاصل بعد تناول الطعام الدسم أو اللحوم، يمكن أن يتطلب الأمر التدخل الطبي لتقليل الأعراض ومنع حدوث مضاعفات.
الخاتمة
تعتبر فترات الأعياد، مثل عيد الأضحى، فرصاً للاحتفال والتجمعات العائلية، لكنها قد تمثل تحدياً خاصاً لمرضى النقرس بسبب الإفراط في تناول اللحوم والأطعمة الغنية بالبيورين. من خلال اتباع النصائح الغذائية السليمة، مثل التقليل من تناول اللحوم الحمراء، شرب الكثير من الماء، وتجنب المشروبات السكرية والكحول، يمكن لمرضى النقرس الاستمتاع بعيد الأضحى بشكل آمن وتجنب تفاقم الأعراض. إضافة إلى ذلك، تساهم ممارسة النشاط البدني المعتدل والحفاظ على التوازن الغذائي في السيطرة على مستويات حمض اليوريك في الدم، ما يحسن نوعية الحياة ويقلل من نوبات النقرس المؤلمة.
